ما كانَ عليّ النّسيانُ........!
ما كانَ على الشّاعر
إلا أن يرويَ الحكايةَ َ
من الأصل
ما كانَ للدم إلا بعضُ يباسه
كي أعتكفَ على قلبي
على امتدادِ الظلّ القويم
هنيهةً
أوزّعه إرباً إرباً
قرابينَ شاخصةً
هنا وهناك
وأعِضُّ على سنديان الرّوح
فيّ
لعلّ غيمة ًعابرةً
ترمحُ على حين عطش
كي أبقي عنقود سنواتي على مقربةِ الخمسين
في يدي
أسيرُ مطمئناً إلى السّفح
الماجدِ
لأقولَ : أمّاه وينثالُ الرّذاذ
حواليَّ...
وأسمائي تذوبُ
في بوتقة السراب...!
........................
أوّاه......!
أوّاه........!
لاشيءَ في جيبِ سروالي
إلا زبيبُك والجوزُ والرُّمان
بقايا نُصحِ الأبِ
ولهاثُ الماعز متدحرجاً
أنّى تاخمتُ رأرأةً
كي أجفلَ ممّا أنا فيه
على حين غفلة
: أين لي الماءُ.....؟
أين...؟
أين.....؟
أرمي بعينيَّ بعيداً ... بعيداً....
كي تعودا القهقرى
-سبعَ مرّاتٍ-.............!
خائبتين
أوّاه ِ من لي هنا ...إلاي
وأنا أتلو السّورةَ التّليدة
كأعمى حكيم.........؟
من لي إلاي حينَ لاتكون
من لي إلا ك حين لا أكون
ويرتمي صوتي عميقاً في دورتِه ِ
أسفلَ .... أسفلَ....
في قرارةِ الوادي
ولا أعرفُني ذاتَ سهو ويقين
أصرّرُ الخبزَ والبصل
الرّيحانَ والبابونجً والإجاص
تل أفندي
القطا
أعشاش الطفولة
مرجانَ الأغاني
وصورةَ الأنثى
في خصلةٍ من شعر
وحنّاء
أنهضُ في نواح قديم
قديم
أنّى لي كلُّ ما أريد
حين أستوي والصّوت
في ورعِ السّاعة المعلّقة
على مرأى موازينَ كثيرة
رسائلُ أحبّة لن يعودوا
سيرةٌ وبوصلاتٌ نائمةٌ
هذا أنا
كما في وسعِ الكلام
أنّى افترستْني القصيدةُ
وأفترشُ روحي في أمداءَ عاريةٍ
لا أعرفُ
واحدٌ من سلالةٍ نهضتْ
كي تعودَ بطيئاً.....!
سلالةٌ في سلّةِ المواعد
الاسمُ عينُه - أنا - في إزاري الأبيض
العلاماتُ الفارقةُ : نشيدي
مكانُ وتاريخُ الولادة: غامضاً في الجدول
ممحوَّ الحبر
الإرثُ من نساءٍ ورصاص
وأشجارِ حكمة
الظلالُ المائلة ُ كثيراً إلى البياض
الوشمُ على الصُّورة
طعناتُ الأقربين في الظّهر
أو الظلِّ
لا فرق
أسوقُ إليك قطيعَ الأعذار
كي ينضوَ الحرجُ قطراتِ عرقِهِ
ويشربُه الأفقُ الظمآنُ إلى حين
ليس إلا نا هنا لو تسمعُ
أنينُ الأيّلةِ الفصيح
: صورتُك، صديقيْ ، في نشيشِ ِالألوان
أبي في عباءتِهِ الذّهبية
قامةُ الضوء ذاتها
هلمّي بأكثرَ
لأبقى على ما أنا عليهِ
ولا أتردّدُ في سبعي العجاف
تطلقُ شاراتِها
عارمةًُ
قربَ غيوم معلّقة في أعلى الذّروة بعيداً
وطيوف جوعى جدد
في الكتاب
ألا انظرنَّ
هي خيامٌ مجهولةٌ في عراء ٍمدنٍ معروفةٍ جيّداً
عليَّ أن أرويَ وحدي ولا أرتوي
ما أكثرَ الغزلانُ في هذي الحكايةِ
تفرُّ من بريق الخطوات
والسّكاكين.....!
ما أكثرَ حنوُّ الجبليّات هنا
ما أكثرهنَّّ.....!
ما أكثر........!
ما.............!
في خواب ٍمستيقظةٍ
وأكوار ملأى بالخوف والدّبس
وشهودٍ كاذبين......!
ثلجٌ من شتاءٍ ماضٍ
في الخباءِ القصيّ
فاكهةٌ في أزل سرّها
هؤلاءِ ذووك
لا تنسَهم يا بنيّ......!
أشدّاءُ في أكثر من ميثاق
شواريخُهم تواسي في ومضِها الوجيز
ُصوًّانَ الممرّات
لقد طالَ بي الانتظار
طالَ
طالَ
تحتَ داليةِ الجدِّ العشرين
ألعقُ حسراتِ الأغصان
عالياً
كلّما ضلّت رسائلُك العناوينً الملكيّة
أنّى عدّ أبي الأهلين على حبّاتِ سبّحةٍ
تركً على خيطها رائحته
وبعض الحوقلات
ها أراهُ معتكفاً على أورادِهِ
وحكمتِهِ، وأراك
كأنّكما غريبان في هذه اللّيلةِ المدلهمة
كأنَّ كلَّ من حولكم كانوا كذلك
من قبل
ومن بعد
ليس صحيحاً ما يُقال هناك لكم يا أبتي
كانَ عليكم أن تقرأوا دماءَ الضّيوف
ليلة نوروز
كما تركتها الرّصاصةُ تماماً
على حائطِ الوقْت
وذهولِ الشارعِ
لا تروحوا أبعدَ من الحكاية:
نحن بخير يا أبتي
من قال غير ذلك ....!؟
دمُنا وحدَه مهدورٌ
ونحنُ
لاشيء سواه
لا تغلقوا البابَ رجاءً
ها أنا آتٍ وسلالتي
أصابعي في الطّين
لن نمضيَ كلٌّ إلى جهةٍ مختلفة
لا يذهلُنا الغموضُ الرّجيم
قيدَ تيه ٍ أو أقلَّ
حسناً أبتاه
لا تصدّقوا أحداً
بعد الآن
وحدي آتيكم بالخبر
على غفلةٍ من التقويم
ما دامت الأشجارُ الصّديقة
تشهدُ ما سرقنا من فتنةٍ لها
دون خوف من إصبع حارس
ألا اقتربْ
كنتُ أنادي
ولا بعضُ صدى....؟!
همو أهلي أجمعين قرب السّفح
أأشيرُ إلى طائٍرٍهم
قربَ حاشيةٍ الدم
لتدركَ أنّك بيننا...... ورسول......؟!
ها هوَ يا سيّدي بابُ الكهف
انظرْ بعينيْ قلبك
عليهِ الاسمُ واضحاً
بلغةًَ أهل النار
لغتي
في هالاتِ الضّوء البارد
أسئلتُك في فخّار أكوازها
يفكّ حبرَها المريدون
ما شاؤوا وشئت
أنّى نضحَ
واستهلَّ الوقت بالبخور
بدأبٍ الصّوفيّين
أنّى استسهلوا لياليَهم بالورد اللّذيذ
كي يليكَ الهدهدُ
ووارداتُ الماء
احفرْ هنا.....!
وتضربُ بقدمك اليمنى
لأحفرنًّ وحدي إذاً
وعيني أمّي وربّك
لعلًّ خريطة ذهب يرتديها العراء
لعلّ مطاراً آخر
يرمي صنانيره على بنيك هناك
يترقّبون بلعابهم الكرديّ
ما يومىءُ به سمك التّميمة
ها أنت على عادتك
تستحثّ مزنَ الخطبة
ورعودَ الأصابع
يا اللهُ.....!، من لي الآن...... من ...؟
وأنت تغادر مداي
إلى غير رجعى للنشيد....؟!.
كم عوَّلت عليك من قبل
كي تقودَ أطياري إليّ
لا تراها أعين الرّماة..!
ما كان لي أن أنسى
البتّةً
وهم هناكَ
يقرفصونَ على بواريدِهم الغريبةِ
وصورِ الحجل
والأيائلِ
والطّيرِ
و الأفعوان
يرمونَنا فيها بأسماءَ أخرى
أسماءَ لانعرفُ تحتَ سقفِ هذا المساء
أسماءَ لا يفكُّ رطانتها لسان
ولا يدثّرُها معجمٌ أكيدٌ
ولا خطيئة..........!
هلا حدثّتني اللّيلةَ أكثر...؟
لعلّي أكتبُ قصيدتي بعدها
وأنا قربَ مرقدِك
مطمئنَ الطيوفِ من حولي
أنتهي من كأسي السَّابعة
أستمطرُ سماءً
لا تصلها يداي
حكمةُ لا تحلبُها محبرتي
أطلقُ " بوكا باراني "*
وراءَك أنّى حللْت
في صلاةِ استسقاء
في جمهراتٍ من طفولة ٍمتكسّرةٍ
وأتركُ أوانيَّ في العراء
هيهات أن أدلّك على رائحتك
في كفّي
وتنّورِ الرّوزنامة
أعلى المنارةِ في تلٍّ معروفٍ
سمّاه جدّي حين تيه صوفيّ
لتحوِّم َحوله فراشاته في هودج النّشوة
على امتدادِ حبر الكتاب
واللّهب
دعني أعدّ الأشياء مكرهاً:
مركبتَك التي تسيرُ على ماء
درج المكتب
الجبّة الجميلة
ذهب الحكمة السيّدة
رائحتك التي تحرس المدينة
كيف لي أن أدلّك على صورتك
في دمي لا تفتأ تاركةً إطارها
خطبتك الأخيرة في أذني
حين أنتشي بقبلة وتكبيرتين
قربَ أضرحةٍ أولياء أعرفهم
كي أشيرَ إليهم بسبّابة أبي
: هو ذا الشّيخُ قربً جامعِه
يلتقطُ اللّحية والعمامة
لن أرفعَ يدي مستسلماً
في جذبة ٍلا أجيد
يبابٌ مداي اللّحظة
والأرضُ لا تدور
وحدي أعرفُ قبطان المزن
أغسلُ باسمِهَ أكثر من صورة
قدّمَها الأديم
على غفلة
لا داعٍ أن أعتصرً خمر روحي
أكثر مما كان
وأديرُ رحى الوقتِ على رسلها
كي أوزّع طحيني
ومائي
وأغانيّ
ورمّاني
وسمّاقي
همو أهلي صدّقوهم إن أخطؤوا
طوابير هائمةٌ على رؤوسها
في الشّارع
تحفنُ أسماءها القديمة
جاؤوا تاركين تحياتهم وراء الباب
ليس لي أن أنسى أيّ شيء
ليس للشّاعر إلا أن يروي
ما لا يرى
بنادقي في أهبّة العسل
عيني في سفر الصلاة
نوارجي في شهوة التبن
الخيولُ....ما أكثرها
ما أقربَ وما أبعد.....!
أناشيدُ الشتاءات
طيوفُ الأحبّة زرافاتٍ زرافاتٍ
كلُّ شيء في دائرة محكمةً
حين أواري الرّنين قبالة عطّار التّكيّة
عليك َأن تؤرّخ للماء والسراب
كم صار لي هنا
لا أقوى على عصاي
ألهثُ وراءك وأجرّ عربات الخبّازى
والشّفق
والكعوب
لئلا ألحقك
كم من عنب لي مات
في عنقوده معلّقاً على غصن جريح
كم من كوكب يحشرج قرب حسراته
يتركني في سفود الانتظار
هلمّي أمّاه وأبي
وقتي يرخي جناحيه
على مدى من اللازورد
وقت في جبّة الشيخ
وقت في مرمى القناصة
وقتٌ على رجل من خشب
وقتٌ في يخضور وارتعاش
وقتٌ في خيط يجرجره طفل
وقتُ في السّدرة هناك....!
وقتٌ في إجازة
أفكّكُ فيه عرى النعناع ما استطعت
أوزّعُ ما بقي لي من سلطان أخير
وجهاتي الست ُّغبارٌ وسدم
من لي غير فرس
ربطهُ الخابور
إلى مجرى الحكمة
ومدى يبكي أخضره
ليس أمامي إلا تلويحةُ
واحدةُ
هاكها
ولنرمينهاعلى مضض
على القارعة
كلٌّ على صداه
الماءُ على سرِّه
الجبلُ على ظلّه
الكواكبُ الجريحة
في المدار ذاته
كلُّ ما أقوله
بين يدي هاتين
في صرَّة النّقشبنديين
قميصٌ مكوَّم ُعلى رائحته
يتركُ الخدرَ في سمت ِ الملكوت
كي أتقلّصَ في المرايا
قليلاً قليلاً.......!
كما ليس أنا
كما ليس القصيدة
كما ليس الكلام.....!
قامشلي
28-5-2008
* الترجمة الحرفية بالكردية "عروس المطر" كان ولايزال يسير بها الأطفال الكرد ، في أيام الجفاف ، طلباً للاستسقاء ، وهو ما يلتقي هنا بطقوس تقديم النذور للآلهة كما كانت تقتضي بعض الأساطير المعروفة لدى بعض الشعوب في المنطقة ، ومن بينهم،هنا، الكرد ، وجدودهم الإيزيديون.