هو الشاعر القومي المناضل احمد بك بن عثمان باشا الجاف وشهرته الأدبية والاجتماعية احمد مختار جاف.ولد في مدينة حلبجة سنة 1898 وأمه الشخصية النسائية الكوردية المعروفة عادلة خانم.تربى في أسرة عريقة ترأست اكبر عشيرة كوردية وهي (عشيرة الجاف).تلقى تحصيله الدراسي في مدرسة حلبجة الابتدائية ومتوسطة السليمانية ثم تعلم قواعد اللغتين الفارسية والعربية وآدابهما عن طريق الدراسة الخاصة،ثم تعلم اللغة التركية مع مبادئ اللغة الانكليزية وأصبح عن طريق المطالعة والتثقيف الذاتي ملما بالآداب الكوردية والفارسية والعربية.كان احمد مختار شخصا أداريا ووجها اجتماعيا وعنصرا وطنيا مخلصا يناضل من اجل تحرير وطنه كوردستان من ربقة الاحتلال الأجنبي.شغل منصب قائممقام قضاء حلبجة من 1919 الى 1924 ثم انتخب عضوا في المجلس التأسيسي العراقي سنة 1924 يمثل عشيرة الجاف وقد طالب في المجلس بحقوق أمته القومية وبعد انتهاء فترة المجلس التأسيسي وحله عاد الى حلبجة وتخلى عن الوظائف الحكومية ليتفرغ لحل قضايا ابناء عشيرته،الى ان اغتيل في مقتبل شبابه في 6 شباط 1935 برصاص بندقية أطلقتها يد آثمة عندما كان يعبر زاب سيروان قرب حلبجة،فطوت بذلك صفحة حياة شاعر مناضل خدم قضية قومه بقصائده الثورية ومواقفه الوطنية.كان الشهيد احمد مختار شاعرا قوميا،دخل ميدان الشعر السياسي الكوردي بكل عواطفه وأحاسيسه الوطنية،فطور هذا الغرض الشعري الذي بدأ به قبله الشاعر احمد خاني (1650-1706) وحاج قادر الكويي (1817-1897)وجعله في مقدمة القصيدة الكوردية السياسية بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.فهيأ أذهان الشباب الكورد وأفكارهم للنضال في سبيل حرية وطنهم كوردستان وعزة أمتهم... بدأ الشاعر بكتابة قصائد مشحونة بالشعور القومي تحث الجيل الجديد من بني جلدته على الاستنهاض من نوم الجهالة والتخلف للحاق بركب الأمم المتقدمة في العالم المتمدن والبدء بحياة جديدة مبنية على الحضارة والتقدم،فيقول في مطلع قصيدة قومية له بعنوان(استفيقوا من النوم ايها الكورد):-<o:p></o:p>
استفيقوا من النوم<o:p></o:p>
ايها الشعب الكوردي <o:p></o:p>
لأن النوم يضر بكم <o:p></o:p>
فأن تاريخ العالم كله يشهد<o:p></o:p>
على فضائلكم وفنونكم<o:p></o:p>
التي قدمتموها للانسانية<o:p></o:p>
ناضلي أيتها الأمة النجيبة المظلومة<o:p></o:p>
واقطعوا ذلك الطريق الشاق الطويل <o:p></o:p>
الذي أمامكم<o:p></o:p>
انضم الشاعر احمد مختار بخلاف بعض رؤساء عشيرته الجاف،الى حركة الشيخ محمود الحفيد ملك كوردستان،فساند الشيخ حينما كان يحارب الانكليز والتجأ معه الى متاريس الجبال ليقاوم الأعداء عندما اضطر الملك محمود الى مغادرة مدينة السليمانية.الا انه رغم موقفه الوطني هذا لم ينج من دسائس الحساد والنمامين، فوقفوا ضده واقنعوا الشيخ الثائر بعدم أخلاصه له،فأمر الشيخ نتيجة تلك الوشاية بسجنه.ورغم ذلك لم يغير شاعرنا القومي موقفه الوطني تجاه ثورة الكورد وزعيمها،بل مدح ملك كوردستان من داخل سجنه بقصيدة رائعة تليق بالملوك الزعماء،فيقول في مطلعها:-<o:p></o:p>
يا نسيم الصبا<o:p></o:p>
بلغ تحيات وأدعية عبد<o:p></o:p>
الى مقام ملك جميع<o:p></o:p>
أنحاء السليمانية<o:p></o:p>
فقل له أنني فداء لك<o:p></o:p>
يا صلاح الدين الأيوبي <o:p></o:p>
انت بقوتك وسطوتك حيدر الكرار<o:p></o:p>
وبصورتك الجميلة يوسف الثاني <o:p></o:p>
وعندما وصلت تلك الرسالة الشعرية الى ملك كوردستان، أمر بإطلاق سراحه وأعادته الى مدينة حلبجة،ليكون عونا له لدى عشيرته.يفضح شاعرنا الوطني في قصيدة له أعمال وسلوك بعض العناصر الشريرة التي تخدم الأجانب دون الوطن وترعى مصالحهم لقاء دراهم معدودات وتهين أمتها،فيصف هؤلاء الشقاة بأنهم سفلة تسود وجوههم في الدنيا والآخرة فيقول بحقهم:-<o:p></o:p>
ان الذين يهجون أمتهم<o:p></o:p>
لقاء دراهم وقوت كفاف<o:p></o:p>
سوف تسود وجوههم في الدنيا والآخرة<o:p></o:p>
جزاء ما اقترفوه من ذنوب <o:p></o:p>
كان الشاعر يحب قومه الى حد يصبح عاشق الكورد،فيكن له كامل حبه ويسعى من اجل أعلاء شانه،فيكتب نتيجة شعوره القومي الرقيق هذا،قصيدة سياسية عن أحوال أمته الكورد ووطنه كوردستان،فهو يحب شموخ قومه واستقلال بلاده والعودة الى عهد رقي أمته ومجدها في عهد حكم بابان فيقول:-<o:p></o:p>
ان من يخدم غير بني قومه<o:p></o:p>
هو انسان سفيه<o:p></o:p>
لذا عهد علي ان أكون<o:p></o:p>
عبدا خدوما لأمتي <o:p></o:p>
اخدمها الى يوم مماتي <o:p></o:p>
كان الشاعر يطمح منذ ذلك الوقت في توحيد جميع أجزاء كوردستان المحتلة في دولة موحدة وله قصائد عتيدة تدعو الى هذا المطلب القومي العظيم.<o:p></o:p>