بقلم : إياد محمود حسين
من خلال دراسة مخططات وبروتوكولات حكماء الأكراد السرية ، والتي هي شبيه بمخططات وبروتوكولات حكماء بنى إسرائيل ، في السيطرة على الاراضى التي لأتعود لهم من اجل خلق كردستان كبرى الذي لا يمكن إن يتحقق إلا بالتعاون المثمر مع الكيان الصهيونى ، واستغلال الشعوب الأخرى بشكل تام لدعم الموقف والقضايا القومية التحررية للشعب الكردي المضطهد المظلوم . اى أنهم يستعملون نفس الأسلوب المخادع الذي اعتمدت عليه إسرائيل في المظلومية والاضطهاد . والأكراد وقياداتهم يحاولون إخضاع الاشوريين والسيطرة عليهم وقطع جذورهم الأصلية واشوريتهم ، ويطلقون عليهم عبارة المسيحيين فقط الذين يسكنون كردستان العراق( حسب سياستهم والشوفينية القومجية) أما مثقفي الأكراد ، أو الذين يحملون الشهادات العليا فأنهم يحاولون تزوير التاريخ بأي طريقة ممكنة ، الدكتور الكردي فرست مرعي المتخصص في تاريخ الاقليات ، يحشر كلمة كردستان في كل موضوع يخص تاريخ المنطقة القديم /، وخاصة شمال العراق ، فهو يقول مثلا في محاضرة له ( استطاع الآشوريون بقيادة سرجون الثاني القضاء على مملكة الشمال اليهودية في عهد ملكها هوشع سنة 721 قبل الميلاد ، ثم نقل سكان إسرائيل إلى حران وخابور في شمال سورية وكردستان وفارس ) . لا اعرف في كتاب من كتب التاريخ ، وفي أي صفحة وجد اسم كردستان يطلق على شمال العراق أو سورية ؟ . لقد اعترف بنفسه بأنه ليس مختصا في الدراسات الكردستانية ، بقدر ماهو مختص بتاريخ الكرد الإسلامي . وفي السبي الأول كما يقول الدكتور فرست ، أن الاشوريين اسكنوا بقايا بني إسرائيل في المناطق الجبلية المنعزلة في كردستان . مرة أخرى يحاول أن يريط كلمة كردستان في الأراضي التابعة للدولة الآشورية في تلك الحقبة من الزمن التي لم يتواجد الأكراد بعد عليها . ويستمر قائلا ( قد يكون هؤلاء اليهود المسبيون في كردستان قرى لهم بين السكان الكرد ، وبقوا منعزلين عن اليهود الأخرين ، وأصبحوا بمرور الزمن احد مكونات المجتمع الكردستاني .
علينا إن لا ننسى أهداف إسرائيل من هذه الناحية وكرههم الشديد لأحفاد الاشوريين ، كما يحرضهم كتابهم المقدس التوراة على ذلك ، هو محاولة طمس كل كلمة آشورية من صفحات التاريخ واستبدلها بكلمات مستحدثة مثل عبارة كردستان على إنها وقائع تاريخية مثبتة في صفحات التاريخ التي كانت مخفية عن عيون الباحثين . في الحقيقة إن السبي الأول لبنى إسرائيل عن طريق الاشوريين لم يكن هدفه القضاء التام على الدولة اليهودية في القدس ، ولم يهدموا هيكل سليمان ، فكل ما فعله الاشوريين تجاه مملكة إسرائيل (وليس دويلة يهوذا في أورشليم القدس) هو إنهاء سلطانها في السامرة . وتهجير قسم من شعب بنى إسرائيل وإسكانه في منطقة حلج وكوزان في اعالى نهر البليخ ، الخابور السوري حاليا ، وذلك طبقا للمقتضيات الأمنية وسلامة الطرق التجارية الآشورية إلى سواحل البحر المتوسط . وكل ذلك كان محصورا في المسائل الاستراتيجية لدولة عظمى حينها ، ولم تكن له علاقة بالمسائل القومية والعنصرية والدينية أطلاقا .
أما الذي دمر الهيكل فهو الملك نبوخذنصر البابلي ، والذي اسقط دولة الاشوريين بنفس الوقت ، وسبى اليهود إلى بابل ، واخذ ألأموال والفضة والذهب العائدة لهيكل سليمان ، وفعل ذلك بمساندة ومباركة الميديين والعيرميين الأعداء التقليديين للعراق عبر تاريخه الطويل ولحد ألان ، والذين ما لبثوا واسقطوا الدولة البابلية بعد 73 عاما ، كما اسقطوا الحكم الوطني في العراق بتعاونهم مع الإمبريالية الأمريكية الصهيونية انتقاما من تاريخ العراق النضالي الطويل .
في الحقيقة لقد دأب اليهود وحتى الأكراد الحاليين نكران آشورية الاشوريين ، والهدف والغاية من وراء هذا النكران هو الانتقام منهم من اجل إخبار تاريخية توراتية مشوشة قديمة ومحرفة جدا لإشباع روح الانتقام والتشفي عند بنى إسرائيل ضد الاشوريين المسيحين ، وتحريض الاقوام الأخرى على قتلهم وذبحهم وتشريدهم والاستيلاء على أراضيهم مثلما فعلوا قديما بحقهم . وقد مورس بحق الاشوريين في العهد العثماني القتل والتهجير ، وتتكلم المصادر عن وفاة 50 ألف في الطريق إثناء اللجوء من أورميا إلى همذان الإيرانية ، ووصل عدد الذين دخلوا مدينة همذان حوالى 203 ألف لاجىء ، وكذلك وصل عدد اللاجئين الاشوريين في معسكر بعقوبة إلى حوالى 80 ألف لاجىء عام 1918 ، وتوفى منهم حوالى 30 ألف بسبب الإمراض في هذا المعسكر . وحسب المصادر الموثقة إن اجمالى الاشوريين بمختلف مذاهبهم في العراق كان يزيد على 450 ألف قبيل عام 1933 ، ورحل كثيرا منهم إلى سوريا بعد انتفاضتهم عام 1933 في تلكيف عندما خرجوا علنا في هتافهم الشهير (تلكيف اخذوا استقلال لوخ ، دين محمد بطا لوخ)
وتعتبر معركة جالدران عام 1513 نقطة فاصلة في التاريخ الكردي – التركي المتحالف ضد الدولة الصفويية ، وقد در هذا التحالف مكاسب كثيرة للأكراد وهو التوسع الاستيطيانى في شمال العراق على حساب الاشوريين والأرمن والسريان ، وهم شعوب أصلية تسكن في هذه المناطق منذ ألاف السنين ، ولها حضارات عريقة . لقد استخدم السلطان سليم العشائر الكردية كحاجز بشرى ضد الدولة الفارسية الصفويية ، وقام باستقدامهم من مناطقهم الأصلية في مقاطعة السليمانية ، وشمال غرب إيران (همذان) وتوطينهم في شمال العراق (اربيل ودهوك) وفى شرق تركيا (كاري ودياربكر) وقام بتشكيل فرق عسكرية شبه نظامية تحت إمرة الاغوات الأكراد سميت (الفرسان الحميدية) وقام أيضا بتسليمهم المناصب الرفيعة في الجيش العثماني ، وأمور الدولة في البلدان العربية الواقعة تحت الاحتلال العثماني وخاصة سورية . وكان هناك تباين كبير بين طريقة تعامل العثمانيين مع الأكراد وطريقة تعاملهم مع العرب الذين حرموا من المناصب الحكومية . وقام السلطان سليم في منح السلطة لعشائر الأكراد والاغوات على الأقوام الأصلية المسالمة المستضعفة من الاشوريين والكبدان ، وقد ازدادت شراسة هذه الحملات الاستطيانية الكردية في شمال العراق بعد إن جلبهم العثمانيون واسكنوهم في هذه المناطق الجبلية التي لم تكن مأهولة من السكان ، وخاصة المناطق الجبلية الوعرة من شمال العراق ، لان السكان الاصليين الاشوريين المسيحيين كانوا يسكنون المناطق السهلية لسهولة الزراعة والبناء والتنقل . وقد مارس الأكراد أبشع الجرائم بحق المواطنين الاشوريين الكلدانيين والأرمن المساكين ، ويمكن اعتبارها ابادة جماعية (هلوكوست أشورى كلدانى) فقد ذبحوا بلا رحمة ، بدون ذنب اقترفوه إلا لكونهم يسكنون الاراضى الخصبة ، يقال إن التاريخ يعيد نفسه ، والشعوب لا تتعلم من تجارب الدول واخذ العبر . فالتحالف الكردي – التركي السابق ضد شعوب المنطقة الأخرى ، وحتى الشعب العربي في سوريا والعراق لم يسلم من مظالم هذا التحالف ، انه شبيه بالتحالف الكردي – الامريكى القائم ألان في القضاء على دولة العراق ، وتدمير شعبه العربي من خلال إشعال نار الفتن الطائفية ، وطرد وتهجير العرب من كركوك ، وعدم السماح لهم بالسكن في المناطق الشمالية الخاضعة تحت سيطرتهم . وهناك وثيقة كردية تشيد بهذا التحالف الكردي التركي الذي تصفه بهذا الوصف (وتكاملت أواصر الإخوة والمصير المشترك في ظل الدولة العثمانية بين الأكراد والأتراك ، حيث لعبت قوات الخيالة والفرسان الكرد دورا مهما في فتوحات الدولة العثمانية في أوروبا الشرقية . كما لم تستطع الدولة العثمانية من التوسع شرقا باتجاه العالم العربي إلا بعد إن عقدت تحالفا مع الإمارات الكردية وخاصة مع إمارة سوران . وكان تحالف الأكراد والترك هو الصرح المتين الذي تحطمت عليه كل محاولات الإمبراطورية الروسية للسيطرة على الولايات الشرقية للدولة العثمانية ). لقد أسس إمارة سوران الكردي محمد باشا الراوندوزى الذي أسس هذه الإمارة لفترة قصيرة من الزمن حتى تم القضاء عليه وعلى إمارته من قبل جيش العثمانيين بعد إن طغى وتجبر ، ومارس المجازر الدموية بحق السريان اليزيدية . وقد أصبح هذا القاتل رمز وشموخ وبطل للأكراد ، وتنشر عنه في صحفهم ومجلاتهم وحتى البرامج التلفزيونية بطولات هذا الطاغية ، وتصفه ضمن رجالات الأمة الكردية . لقد أسس هذا الطاغية إمارة سوران ، وكانت مدينة رواندوز عاصمتها . ويقول الباحث القس سليمان صائغ في كتابه (تاريخ الموصل) الجزء الثاني ص 266 (الجبل الذي تحده جنوبا وغربا دجلة وشرقا بلاد العجم وشمالا أرمينية وبحيرة وان كان عاصيا لتمرد أعوانه الذين كانوا ينعمون باستقلال تام . فكان هؤلاء الأكراد ينزلون من الجبل كالسيل الجارف ، ويغيرون على القرى فيقتلون وينهبون حتى خربوا من هذه القرى عددا عظيما مازال خرابا إلى اليوم) .
يقال إن إمارة سوران كانت موجودة منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي ، ولكن المعلومات والمصادر شحيحة جدا لاتقدم لنا نبذة تاريخية عن هذه الإمارة التي بدأ عصرها الذهبي عام 1813 كما يتفق أكثر المؤرخين بعد إن ارتبط تاريخها بأسم محمد الراوندوزى المشهور بأسم (ميركور) اى الأمير الأعور الذي ولد عام 1783. وجاء في كتاب (الآشوريون بعد سقوط نينوى) المجلد الخامس ص 308 للباحث هرمز ابونا . (وكان عصره دمويا مرعبا وان أياديه ملطخة بدماء المسيحيين . وقد قتل اقرب المقربين إليه ، جهز حملة على اثنين من أعمامه فقتلهما . جهز حملات الابادة ضد معارضيه من الأكراد ، وخاصة زعيم عشيرة الخوشناو) لقد كان يطمح على توسيع حدود إمارته صوب منطقة الجزيرة التي يسكنها السريان والآشوريين واليزيدين والتركمان والعشائر العربية ، اى إن أهدافه الحقيقية كانت قائمة على تأسيس دولة كردية في منطقة راوندوز ، ونظم جيش له بلغ تعداده حسب المصادر مابين 30 إلى 50 ألف مقاتل كردى ، وصك النقود بلسمه ، واتصل سرا بخصوم العثمانيين . وشن هجومات على مناطق الموصل وبهديان الكردية ، واخضع ولايات اكرى واميدى وماردين وجزيرة ابن عمر . ووصلت حدوده حتى إلى الحدود السورية . وضيق الخناق على بغداد في الوسط . وتحولت إمارته إلى مركز استقطاب لأكراد فارس وملجأ لهم ، كما يذكر ذلك الكاتب الكردي صلاح هرورى في كتابه (إمارة بوتان في عهد الأمير بدرخان) ص 81 ، كل هذه المكاسب التي حققها في بداية الأمر بسبب انشغال العثمانيين في حروبهم المستمرة مع الروس واليونان والمصريين في عهد محمد على .وتعتبر بلدة القوس المسيحية القريبة من الموصل أولى ضحايا محمد الراوندوزى ، ثم اخضع مدينة اربيل ذات الكثافة التركمانية والآشورية ، ثم منطقة الشيخان وسهل نينوى وجبال سنجار التابعة لليزيديين ، وكذلك جبال هكارى التي تسكنها القبائل السريانية . ويذكر المؤرخ القس سليمان صايغ في كتابه تاريخ الموصل الجزء الأول نقلا عن قول لايارد انه قتل من اليزيديين ما يناهز ثلاثة أرباع الجبل بهدف التخلص منهم ومن أميرهم على بك . وقد لجأ الراوندوزى إلى أسلوب الخيانة ، حيث وقع الأمير اليزيدى على بك في شرك محمد عندما وافق على تلبية دعوته لزيارة عاصمته رواندوز للتشاور ، وبعد فشل المفاوضات بينهما ، وفى طريق العودة فتك رجال محمد بالأمير اليزيدى .
وبدا ميركور حملاته الدموية ضد السريان في مناطق القوش وتلكيف وتلسقف عام 1832 واستولى على قصبات عقرة والعمادية ، وعين أخاه رسول حاكما عليها ، وسيطر الخوف على والى الموصل وتحصن داخل المدينة ، ولم يستطع إن يفعل شيء لإنقاذ المسيحيين من المذابح التي اقترفها هذا السفاح الكردي. وقد استمر في أعماله الإجرامية وتحول إلى كائن متوحش هائج ، كما تشير أغلبية الوثائق التاريخية ، وقد اتجه إلى اعتلى الجزيرة وقام بتخريب قرى طور عبدين السريانية وبلدة ازخ وقتل الرهبان . وازاء هذه الأعمال البربرية الوحشية ، وعلو شأنه عند الأكراد بعد إن بسط نفوذه على مناطق شاسعة من شمال العراق عدا السليمانية والموصل ، وخيانته لتعهداته مع الدولة العثمانية ووقوفه وتعاونه مع الفرس ، قرر السلطان العثماني محمود الثاني محاربة ميركور والقضاء علىامارته ، وأرسل حملة عسكرية عام 1836 بقيادة رشيد باشا ، وعندما شعر ميركور بعدم جدوى مقاومة الأتراك فسلم نفسه للعثمانيين ، وعفى عنه السلطان محمود بعد مثوله أمامه ليقدم له الطاعة والولاء من جديد ، إلا إن الأتراك دبروا له مكيدة في طريق عودته ، وتم قتله عام 1837 .
لقد كان هدف الأكراد هو الاستيلاء على أراضيهم بمساعدة الدولة العثمانية التي كانت تحارب الدولة الصفويية . وبما إن الأكراد وقفوا بجانب العثمانيين في هذا الصراع ، لأنهم يدينون بالمذهب السني ، مما حدا بالعثمانيين في منحهم الصلاحيات الواسعة في الانتشار في شمال العراق ، والاستيلاء على القرى والسهول والاراضى التي يسكنها المسيحيون . وتم إكرام الاغوات ورؤساء العشائر الكردية بمنحهم أراضى الاشوريين والأرمن والسريان . ويشير الكاتب سليم مطر في كتابه (السريان وكردستان المفترضة) إلى المجازر البشعة التي ارتكبها الأكراد بحق السريان والآشوريين على الأراضي التي تسمى اليوم بكردستان ، فقد قتلوا عشرات الألوف ، ومحوا مئات القرى ، وسيطروا على 300 قرية للآشوريين والكبدان منذ عام 1843 حتى عام 1934 . لقد أصبح الأكراد خنجرا يهوديا مسموما يستخدمه الصهاينة والموساد لتخريب العراق وتقسيمه .
وقد دارت معارك بين الأكراد والنساطرة في شمال العراق ، والسبب هو نتيجة وقوفهم بجانب الحلفاء ، وتقديم الدعم والعون والخدمات لهم في محاربة القوات العثمانية . ثم جاء بعده القائد الكردي بدرخان بيك عام 1843 ، وهو زعيم إمارة بوتان ومارس أيضا شتى أنواع حملات الابادة والتطهير العرقي بحق الأرمن والآشوريين في مناطق سهل نينوى واربيل وزاخو وهكارى ، ونوهدرا (دهوك) .
وحتى الزعيم العشائري نايف مصطو احد زعماء عشائر ميران قام بقتل غالبية اهالى فيشخا بور عام 1915 . وكذلك مجازر إسماعيل اغا (سمكو) في منطقة اورميا . ومدينة دياربكر التي تعتبر اليوم عاصمة كردستان تركيا ، حيث كان يسكنها عام 1915 أكثر من 35 ألف نسمة من الاشوريين والأرمن والسريان ، بينما كان عدد السكان الأكراد لم يتجاوز غير 1430 نسمة فقط . ويسكنها ألان 236 ألف كردى . إما مدينة اورفة (اورهى) لم يبقى من سكانها الذين كان عددهم 24 ألف مسيحي على قيد الحياة . لقد كان الأكراد رأس الحربة في كل المذابح التي اقترفت بحق المسيحين من اجل الاستمرار في تعزيز وتوسيع احتلالهم لااراضى الأقوام الأخرى ، .
فقد ذكرت الرحالة الإنكليزية المس بيشوب فى كتابها الرحلات عام 1895 (إن حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة) وكذلك ذكر الدكتور جورج باسجر عندما قام برحلته إلى المنطقة الشمالية عام 1828 ذاكرا (إن القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان وتصفيتهم وحرق بيوتهم وأديرتهم) . ويقول المؤرخ باسيل نيكتين وهو مختص بالقبائل الكردية (إن الأكراد الذين يعيشون على حدود الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب فى طريقة حياتهم ، وهم متعطشون إلى الدماء) وكتب القنصل البريطاني رسالة إلى سفيره عام 1885 يقول فيها (إن هناك أكثر من 360 قرية ومدينة سريانية قد دمرها الزحف الكردي بالكامل وخصوصا فى ماردين) ويقول الدكتور كراند الخبير فى المنطقة وشعوبها فى كتابه النساطرة (يعمل الأكراد فى المنطقة على إخلاء سكانها الاصليين وبشتى الطرق) . وعندما طالب النائب المسيحي (فرنسيس شابو) المنتخب في البرلمان الكردي الحالي في شمال العراق بإرجاع كافة القرى المسيحية التي استولى عليها الأكراد إلى أصحابها الشرعيين ، قاموا بقتله غدرا . لان الأكراد ينعتون الاشوريين بالمحتلين (لكردستان) ويجب طردهم من الأراضي الكردية. ولم يعرف احد من البشر غدر ومكر الكرد إلا المواطنين الاشوريين العراقيين الشرفاء ، فلهم قصص وحكايات مؤلمة في هذا المضمار ، وهناك حكمة ومثل مشهور عند الاشوريين وهو ( إذا أصبح الكردي ذهبا فلا تضعه في جيبك) وهذا المثل يتناقل على لسان كل الاشوريين أبا عن جد .
واغلب المؤرخين والمستشرقين والرحالة الذين زاروا المناطق الكردية يؤكدون بأن عدد الأكراد في القرن التاسع عشر في بلاد الفرس والدولة العثمانية لم يتجاوز المليون . وازداد عددهم بعد دخول الكثير من العشائر المسيحية في الدين الاسلامى وتكريدهم. وقسم كبير من النساطرة أصبحوا من الأكراد المسيحيين ، وان اللغة السريانية الجديدة التي يتحدثون بها قد دخلت إليها كلمات كردية في منطقتي هكاري وتياري ، وتختلف اختلافا كبيرا عن اللغة السريانية القديمة التي دونت بها كتبهم المقدسة . ولكن أكثر الاشوريين المسيحيين يرفضون عملية التكريد التي تخطط لها القيادة الكردية وتمارسها على العلن ، وهم يقولون للذين يريدون تكريدهم بأنهم لا يتشرفون بهذا التكريد القائم بالقوة ، وهم في غنى عنه .
.