يمر قطار حياة كل أنسان بمحطات عديدة منها مابختارها و منها مايقف بها مرغمآ و منها مايمر بها مرور الكرام .
و محطة الفراق هي المحطة الوحيدة التي يتجنبها كل أنسان و مع ذلك يرغم على الوقوف بها .فلا تخلو حياة أنسان من لحظة وداع و موقف فراق , كما لا تخلو من اللقاء ,فكل شيئ في الحياة وجه ثاني لعملته ,فاذا كان اللقاء هو الموقف الأول ,فالفراق هو الوجه الثاني لعملتها الذي يفاجئنا لينتزع منا الأحباب و ليحرمنا لحظات القرب .
وكما تنتقي أجمل الماسات و أغلاها ينتقي الفراق من جميع البشر أحب الناس الينا ليحملهم في قافلة رحيله و يمضي بهم ساخرآ بدموعنا .و اما أن يختار الموت طريقآ له أو يختار الحياة , و قد يهون فراق الموت ...............لكن فراق الحياة قاسي و مؤلم , فالموت ينتزع الروح و يمضي أما الفراق فهو موت لآ ينتهي .
في الموت تفنى الأجساد و ترتاح الأرواح ...و في الفراق تمرض الأجساد و تتعذب الأرواح و يظل سوط البعاد يجلدنا و أنين الشوق يؤلمنا و لهفة اللقاء تبكينا ...
فما أقسى لحظات الغياب ......و ماأقساه من شعور ...
ليت الفراق يرحمنا ...ليته ينسى عناويننا فلا يطرق أبوابنا و يفجعنا برحيل من أحببنا ....ليته يسمع و يستجيب ........
أدعوا معي ...