الجمعة 2/11/2007م في الساعة الواحدة ظهراً و في حشد جماهيري كبير حيث لم تتسع الخيام الأربعة المنصوبة لاستيعابه فكان ما يقارب الجالسين عدداً تجشموا عناء الوقوف على الأرجل لحين الانتهاء من البرنامج المقرر من قبل تنظيمات الأحزاب الكردية في ديرك التي تكفلت بترتيبات المناسبة, أمام منزل المغدور جوان أحمد و في التوقيت الآنف الذكر بدأت مراسيم الصلح, من الكرد ضم قادة الأحزاب السياسية الكردية والفعاليات الثقافية والمهنية والاجتماعية وعلماء الدين الإسلامي كانوا في استقبال الجانب السرياني الذي ضم أيضاً فعاليات اجتماعية و قادة أحزاب سياسية و رجال الدين المسيحي وعلى رأسهم المطران متى روهم استقبلهم عائلة المغدور جوان في مدخل الخيمتين المخصصتين لهم بمصافحة السلام و الصفح والوئام ثم كان تقديم السيد محمود صفو من حزب اليسار الكردي في سوريا للكلمات حيث كانت البداية لمنظمات أحزاب الجبهة و التحالف والاتحاد الديمقراطي و آزادي الكردية في منطقة ديرك بكلمة تم إعدادها من قبل ممثلي تلك التنظيمات وألقاها السيد دارا أحمد من الاتحاد الديمقراطي و بعدها كانت كلمة فضيلة الشيخ محمد معصوم الديرشوي ومن ثم كلمة قادة الأحزاب الكردية ألقاها السيد محمد اسماعيل عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ((البارتي)) و من الجانب المسيحي كانت كلمة نيافة المطران متى روهم مطران الجزير والفرات لطائفة السريان الارثوذكس وبعدها كانت كلمة السيد بشير اسحق سعدي من المنظمة الديمقراطية الآثورية و اختتمت بكلمة عائلة الفقيد جوان ألقاها شقيقه محمد علي حيث كان القاسم المشترك للكلمات هو شكر عائلة المغفور له جوان على موقفهم النبيل و الشجاع و تساميهم على جراحهم من أجل التآخي و السلم الأهلي حيث تم الصلح دون شروط و مطالب و في زمن قياسي بالمقارنة مع مثيلاتها في المنطقة و دعوة الجميع لأن يكون هذا الموقف الجليل و المبادرة المباركة نموذجاً للاقتداء به في حل كل مشاكل المنطقة و قضاياها و بين كافة أطياف مجتمع الجزيرة و زرع ثقافة التسامح و المحبة بين أبنائها و أن تكون هذه الخطوة جسراً نحو بناء مستقبل آمن لأبنائها و هذا البلد و احترام التعدد و التعامل معها على أنها نعمة يجب استثمارها نحو اللحاق بركب الحضارة كما كان الشكر للجهود المبذولة لانجاز هذا الصلح و الجهود التي حالت دون استفحال الوضع إلى ما لا يحمد عقباه منذ بداية الأزمة في أوائل نيسان من هذا العام و لتاريخه و تجدر الاشارة هنا أن قيادات غالبية الأحزاب الكردية كانت ضمن الحضور فبالإضافة مما ذكر كان السيد خيرالدين مراد سكرتير حزب آزادي الكردي في سوريا و السيد زردشت محمد عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ((يكيتي)) و السيد عبدالحميد درويش أمين عام الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الذي ألقى كلمة في الخيمة المنصوبة أمام مقر أخوية السريان الأرثذوكس في ديرك و كان الختام مأدبة غداء في أخويتي الأرمن و السريان ثم كانت مصافحة التوديع, كما تجدر الاشارة إلى مشاركة السلطات الرسمية في مدينة ديرك و على رأسهم السيد مدير المنطقة و التواجد الملحوظ لقوى الأمن الداخلي في محيط موقعي التجمع بغية الحماية و الاحتراس لأي طارئ. وفيما يلي كلمة منظمات أحزاب الجبهة و التحالف و الاتحاد الديمقراطي و آزادي الكردية في ديرك والتي ألقاها السيد دارا أحمد من الاتحاد الديمقراطي:السادة الحضور الكرام:قادة الأحزاب السياسية رجال الدين المسيحي و الإسلاميالفعاليات الاجتماعية و المهنية و الثقافية لمجتمع المنطقة بكافة أطيافه باسم منظمات أحزاب الجبهة و التحالف و الاتحاد الديمقراطي و آزادي الكردية في ديرك نرحب بكم و نشكر مشاركتكم , و ا سمحوا لنا و باسمنا و اسمكم جميعاً أن نثمن و نقدر عالياً , الموقف الجليل و الشجاع لعائلة المغدور جوان و إحساسها العالي بالمسؤولية حيال التآخي و التعايش المشترك و السلم الأهلي , فهي إذ تصفح عن جريمة قتل لولدها و فلذة كبدها و دون شروط , رغبةً و تضحيةً منها في صون تآلف نسيجنا الاجتماعي , فكانت بحق فاتحةُ مبادرةٍ مباركةٍ في المنطقة برمتها , نوعاً و عامل زمن , أكدت لنا أنه لا شيء يستعصي على الحل إن توفرت إرادة الخير , و تحلينا ببعد النظر , فكلنا أمل في أبناء منطقتنا و بكل أطيافهم أن تكون هذه الخطوة الشجاعة لهذه العائلة الكريمة نموذجاً و مثالاً يُحتذى بها في وضع نهاية لكل عائقٍ و مشكلٍ , أياً كان نوعه و بعده , يلحق الضرر إلى تآلف و تماسك نسيجنا الاجتماعي , و بتقديرنا نحن منظمات الأحزاب الكردية الآنفة الذكر أن هذا لا يتحقق إلا بزرع ثقافة التسامح و التآخي و المحبة في أبنائنا ابتداءً من البيت , مروراً بمؤسساتنا التعليمية و الدينية و الاجتماعية , و نبذ الثقافات البالية المنقولة بالتوارث و التي تعكر صفو علاقاتنا الاجتماعية و أساءت و تسيء إلى تآلف نسيجنا الاجتماعي الذي حرصنا و سنبقى حريصين على صيانته و تماسكه بكل ما بوسعنا من إمكانيات , كما ندعوا إلى عدم اجترار السلبي من الماضي و بناء المواقف عليه بمنهج الاستقواء و استثمار الفرص , و أن تنصب كل جهودنا و مساعينا نحو العمل معاً من أجل بناء مستقبلٍ ننعم فيه جميعاً بالسعادة و الاستقرار , سيما وأن قيمنا الدينية و الاجتماعية و مصلحتنا الوطنية تدعونا جميعاً إلى التأسيس لثقافة ٍتخدم سلامة و سعادة عيشنا المشترك و الذي من أسسه الحوار كمبدأ حياة و قبول الآخر كواقعٍ في الوعاء الوطني.السادة الكرام:إن جمعنا هذا هو ثمار لتضافر جهود مضنية بذلها الخيرون من مختلف فئات و شرائح مجتمعنا الذي ننتمي إليه و لنا شرف تمثيله, إذ نعيد و نؤكد بأن توفر الإرادة و تضافر الجهود الخيرة لهو المفتاح لمدخل كل مشكل مهما كبر و صعب , فهنيئاً لنا أبناء المنطقة بشكل عام و أبناء ديريك بشكل خاص هذا الموقف المشرف و هذه المبادرة العظيمة و كل الشكر و كل الثناء لوالدي المغفور له جوان و أشقائه و أهله جميعاً و مرةً أخرى أهلا بكم جميعاً في خيمتكم و بين أهلكم.منظمات أحزاب الجبـــــــــهة و التــــــــــــــحالفو الاتحاد الديمقراطي و آزادي الكردية في ديركمنقول منقول